كتاب العقل الاستراتيجي الاسرائيلي
صالح النعامي
#نبذة_عن_الكتاب
---
صالح النعامي
#نبذة_عن_الكتاب
ابتدأت الدراسة بالحديث عن مصر وتداعيات إنهيار الشراكة الإستراتيجية، حيث أظهرت مراكز البحث هلعاً كبيراً على مستقبل معاهدة السلام مع مصر التي أخرجتها من دائرة العداء، وصنعت شراكة إستراتيجية بين مصر وإسرائيل؛ مكنت الأخيرة من شن حرب(2006) ضد لبنان، وحرب(2009) على غزة دون خوف من أي تبعات؛ وكان الضامن لها الرئيس المخلوع مبارك ونظامه! ولأجل ذلك يرى الباحثون ضرورة حث أمريكا لتضغط على بعض دول الخليج الغنية؛ فتربط مساعداتها المالية للنظام المصري الجديد بعدم الحياد عن سياسات مبارك تجاه إسرائيل؛ خوفاً من تأثير الرأي العام المصري المتعاطف مع فلسطين على النخبة الحاكمة أياً كان توجهها، مما قد يتسبب في تفكيك هذه الشراكة الإستراتيجة أولاً، ثم ينقض عرى معاهدة السلام ثانيا.
وقد تحسر الخبراء على زوال نظام فيه رجل مثل عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية، الذي كان لا يكف عن حث اليهود على ضرورة قمع أي عمل إسلامي أينما كان، حتى تحول إلى واعظ ومحرض على اعتماد خيار القوة في مواجهة الحركات الإسلامية؛ فضلاً عن دوره المخزي في بيع غاز مصر لإسرائيل بثمن بخس. وأثنت الدوائر على سليمان كثيراً لأنه لم يذرف دمعة على أهل غزة، ولم يستجب لتوسلات عرفات حين حاصره اليهود في رام الله.
وأكدت الدراسات على أن نجاح المسار الديمقراطي في مصر سيجعلها دولة رائدة فكرياً، وذات رسالة واضحة، مما ينهي الجمود في السياسة المصرية الخارجية، ويجعلها إنموذجاً لغيرها من دول المنطقة، وهذا التصور ضار بإسرائيل ولا مناص من النكوص بمصر إلى حضيض الديكتاتورية والطغيان وتوظيفهما لحماية المصالح الغربية واليهودية. ولا طريق لإحباط التحول الديمقراطي في مصر إلا عبر توظيف العلاقة الخاصة مع قيادة العسكر، وتوظيف العامل الاقتصادي لخنق حكومات الإسلاميين حتى لا تنتقل تجربة نجاحهم للدول الأخرى.